>
Zurück / عودة الى الرئيسية
القاهرة/ محمد السيد درويش
قبل حوالي أسبوعين عانت ولاية Texas من كارثة مناخية غير طبيعية في منتهى السوء أدت لانقطاع الكهرباء بحيث اضطر بعض سكان الولاية لحرق أثاث منازلهم طلباً للتدفئة وإعادة استخدام الجليد الهش في الشرب. المأساة تبرز أكثر في أن الولاية كانت على بُعد دقائق أو ثواني من حدوث انهيار كامل للشبكة الكهربائية، ما كان سيؤدي إلى تمضية شهور طويلة ومؤلمة من الاصلاح وإعادة البناء.
لحسن الحظ لم يحدث انهيار كامل للشبكة الكهربائية ونجت الولاية من مستقبل مظلم، لكن شبح المستقبل المظلم والبارد وقارص البرودة مازال قائماً.
المؤسف أن ما عانت منه الولاية سبق وعانت منه عام 2011 ولم تقم الادارة الجمهورية للولاية بأي شئ يذكر لمنع تكراره، وقبل ذلك أيضاً في 2009 وأيضاً في 2015 واجهت الولاية مناخاً شديد التطرف من البرودة.
أدى تجمد أنابيب الغاز الطبيعي مؤخراً نتيجة العواصف القطبية الى توقف محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي، محطات توفر نصف احتياجات الولاية من الكهرباء بالاضافة إلى محطات الرياح التي توفر ربع الاحتياجات. وعلى الرغم من وضوح أن التجمد أصاب محطات الكهرباء الغازية مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي إلا أن الحاكم الجمهوري للولاية Greg Abbott ألقى باللوم على مصادر الطاقات المتجددة في توقف امدادات الولاية بالطاقة الكهربائية، واعتبر ما حدث حجة للتحذير من خطورة التوسع في استخدامات الطاقات المتجددة في الولايات المتحدة كلها على عكس إعلان الرئيس Joe Biden بأن لديه هدف طموح يسعى لتحقيقه وهو الوصول إلى صفر انبعاثات ضارة للمناخ بحلول منتصف القرن الحالي والوصول إلى قطاع من الطاقة خالٍ من الانبعاثات السلبية بحلول عام 2035.
وكشف تقرير حديث لـ National Oceanic and Atmospheric Administrationعن أن الولايات المتحدة عانت من 285 ظاهرة ناخية شديدة التطرف منذ عام 1980، قُدرت خسائرها الناتجة عن الظواهر الغير طبيعية بـنحو مليار دولار للكارثة الواحدة بحسب احصاءات ودراسة أُجريت عام2020 ،ما يرفع اجمالي الخسائر للظواهر المناخية شديدة التطرف إلى 285 ظاهرة تصل إلى 1.875 تريليون دولار، علماً بأنه خلال أخر عشر سنوات ظهرت خسائر أكثر لبعض الظواهر المنفردة المتطرفة تصل إلى 10 مليار دولار.
ولم تقدّم الادارة الجمهورية لولاية تكساس حلولاً لهذه الكوارث الطبيعية كعادة الجمهوريين الذين يكتفون فقط بإلقاء اللوم والمسئولية على الديمقراط في الأزمات والمشكلات مهما كانت تحت مسئوليتهم المباشرة.
والذي حدث أن الإدارة الجمهورية للولاية أعلاه اهتمت بتوفير طاقة كهربائية رخيصة على حساب استدامة الطاقة الكهربائية وقت الكوارث الطبيعية فألغت القيود وحررت سوق الطاقة بشكل متطرف مما سمح لشركات تشغيل محطات الطاقة الكهربائية بإلغاء تكلفة توليد الكهرباء احتياطياً وقت الكوارث الطبيعية بهدف توفير تيار كهربائي رخيص للمواطنين بالولاية.
فحين حدثت الكارثة الأخيرة وقعت الولاية في حُفرة الظلام والبرودة المميتة، وتوقفت الخدمات العامة نتيجة لذلك رغم شدة الحاجة إليها. المفارقة أن بعض شركات تشغيل محطات الطاقة ممن توفر لديها الاستعدادات الفنية لمواجهة الظواهر المناخية استمرت في تقديم التيار الكهربائي، ولكن بسعر السوق الحر. وفي حالة وقوع كارثة طبيعية، وانقطاع الامدادات يحصل ارتفاع حاد في الطلب يجعل فواتير بعض السكان الذين لم يعانوا من انقطاع التيار الكهربائينصل إلى عدة آلاف من الدولارات مما يعرضهم للافلاس نتيجة لعجزهم عن السداد، هذا إلى جانب إثارة غضبهم الشديد.
الطريف أكثر أن السيناتور Ted Cruz الذي يمثل الولاية في مجلس الشيوخ ندد بالشركات التي قامت برفع سعر الكهرباء خلال وقت انقطاع التيار على مستوى الولاية ككل، معتبراً أن من غير العدل والانصاف أن تتربح شركات توليد الكهرباء من الأزمة، وهذا يتناقض بشكل حادٍ وصارخ مع ادعاءات الحزب بجدوى تحرير سوق الطاقة وفوائد الغاء القيود المنظمة لنشاطه، مطالباً الجهات المنظمة للسوق بالتدخل.
بحسب الاحصاءات يتمتع الجمهوريون G.O.P بالدعم الواسع من مجموعات الضغط العاملة في قطاع البترول والغاز والفحم، مقابل 16% من مجموعات الضغط العاملة في قطاع النفط والغاز تدعم الديمقراط، و4% من مجموعات ضغط صناعة الفحم.
السؤال المهم الأن ما لم تستعد ولاية تكساس لتكرار الظواهر المناخية شديدة التطرف في السنوات القادمة فستعود للمعاناة المميتة من نفس الظواهر التي سبق وعانتها خلال الأسبوعين الماضين وما عانته في السنوات الماضية.
ما يجب أن تتعلمه Taxas هو نفس ما تعلمته New York، New Jersey بعد العاصفة المدمرة Sandy عام 2012، عاصفة مفاجئة وحادة قطعت الطاقة عن 8.7 مليون مستهلك، قامت بعدها شركات المرافق بالولايتين باستثمار مليارات الدولارات في إقامة حوائط لصد الفيضانات، ومعدات غاطسة وتكنولوجيا متطورة لخفض خطر الفشل في إدارة الأزمة بسبب تطرف المناخ.
في يناير الماضي قامت شركة Con Edison للطاقة في New York بدمج توقعات تحولات المناخ المتطرفة في تخطيط المشاريع، كاستثمار احترازي ومطلوب.
الفرق بين إدارة Texas وNew York يكمن في أن إدارة الولاية الأولى جمهورية، وإدارة الولاية الثانية ديمقراطية.
المقال القادم: "خطط الادارة الديمقراطية لمواجهة مخاطر تغير المناخ تحت ضغط كونجرس منقسم".
(من كتاب تحت الاعداد حالياً للكاتب أعلاه بعنوان "التغيير المطلوب من أمريكا المصرية وصولاً إلى مصر الأمريكية).
التعليقات على المقالة 17
twickeste22.4.2022
LsnVL4.12.2021
JqtZS25.7.2021
<a href="https://plaquenil4people.top">how to get generic plaquenil</a> in USA
Actual news about meds. Get now.
FguDE19.7.2021
<a href="https://domalech.ru">generic trazodone online</a>
YffJV15.5.2021
UbzLA15.5.2021
FvhZS14.5.2021
ZzeLP13.5.2021
Kathrynjaf12.5.2021
TerTA12.5.2021