>
Zurück / عودة الى الرئيسية
في مفاجأة كبرى خسر فولكر كاودر، أقرب مساعد لميركل، منصبه كرئيس لأكبر كتلة برلمانية في البوندستاغ أمام مرشح مغمور. ميركل اعترفت بالهزيمة وعرضت التعاون على الفائز. فهل خسارة كاودر انتفاضة داخل التحالف المسيحي ضد ميركل؟
خسر فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، منصبه كزعيم لأكبر كتلة في البرلمان الألماني لصالح منافس مجهول من داخل الحزب المسيحي الديمقراطي ألا وهو رالف برينكهاوس.
وحصل برينكهاوس، وهو خبير اقتصادي من ولاية شمال الراين- فيستفاليا، على 125 صوتا (52.7 في المائة)، مقابل 112 صوتا لكاودر المقرب من ميركل اليوم الثلاثاء (25 أيلول/ سبتمبر 2018). وعقب الإعلان عن النتيجة توقفت وقائع جلسة الكتلة البرلمانية وغادرت رئاسة الكتلة الجلسة للتشاور بشكل سري بشأن العواقب التي ستترتب على هذه النتيجة المفاجئة.
ميركل تعترف بالهزيمة
واعترفت المستشارة ميركل بهزيمتها وقالت في برلين إنها "دعمت فولكر كاودر وأضافت : لكن هناك ساعات للديمقراطية تكون بها هزائم أيضا وهذا الأمر ليس به ما يحتاج للتجمل". وأكدت ميركل على التعاون الجيد مع صاحب الأعوام الـ69 مقدمة الشكر له على الأعوام الـ13، التي قضاها رئيسا للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي. كما هنأت الرئيس الجديد للكتلة البرلمانية رالف برينكهاوس (50 عاماً) وعرضت عليه التعاون الجيد.
ومن جانبه دعا هورست زيهوفر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا، الشقيق الأصغر داخل تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي، لاحترام نتيجة التصويت داخل الكتلة البرلمانية للتحالف. وجاء ذلك بعد أن أبدى زيهوفر، وزير الداخلية الاتحادي، شعوره بالمفاجئة من فوز برينكهاوس بهذا المنصب الهام. وكان زيهوفر قد دعا هو وأنغيلا ميركل، رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، لانتخاب كاودر.
انتفاضة ضد ميركل؟
أما هانز ميشيل باخ، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، فقد رأى أن أغلبية أعضاء الكتلة قرروا التصويت لصالح "الانطلاقة الجديدة التي وعد بها برينكهاوس". وأكد باخ أن التصويت على منصب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل لم يكن تصويتا على ميركل نفسها. جاء ذلك في معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كان تنحية كاودر من منصبه تعتبر تصويتا بسحب الثقة من ميركل.
غير أن ميشيل باخ أكد في الوقت ذاته أن تولي برينكهاوس منصب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي سيعني تغير موقف الكتلة تجاه ديوان المستشارية.
وفي تغريدة له على حسابه على موقع تويتر قال توماس أوبرمان، نائب رئيس البرلمان الألماني والرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن تنحية كاودر من هذا المنصب يعتبر "انتفاضة ضد ميركل".
من جانبه فسر يوآخيم بفافير، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية في الحزب المسيحي الديمقراطي، تنحية كاودر المفاجئة من منصبه على أنها "إعلان واع للكتلة عن استقلال إرادتها". وقال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "نعم، إنه أمر مرير لكاودر، ولكنه يؤكد أيضا أن الكتلة حية وتعمل" مضيفا أن على الكتلة أن تنجح في تجديد نفسها وأكد أنها قادرة على القيام بواجبها وستظل كذلك.
موقف المعارضة من رحيل كاودر
ومن جهتها سارعت أليس فايدل، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، إلى القول إن "فشل فولكر كاودر في انتخابات رئيس الكتلة البرلمانية يعني أن فقدان أنغيلا ميركل نفوذها داخل حزبها المسيحي الديمقراطي أصبح واضحاً". وأضافت قائلة: "أخيراً بدأ عهد أفول ميركل".
وجاء رد فعل كاترين غورينغ إيكارت، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض، محايداً حيث اكتفت بتهنئة برينكهاوس وشكرت كاودر على التعاون.
أما نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، ألكساندر غراف لامبسدورف، فرأى في انتخاب برينكهاوس "بداية نهاية الائتلاف الحكومي الكبير" بين التحالف المسيحي الديمقراطي بقيادة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة أندريا ناليس؛ وقال إن سلطة ميركل داخل كتلتها البرلمانية "دُمرت رسمياً".
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
عضو في حزب أنغيلا ميركل يتحول إلى دليل يؤكد على أن المستشارة الألمانية لم تعد قادرة على حشد أغلبية الأصوات في صفوف حزبها. وهذا ما يهدد بنهاية قريبة للحكومة الألمانية الحالية كما ترى رئيسة تحرير "دويتشه فيلله "إنيس بول" في تعليقها التالي:
يكون رؤساء الكتل البرلمانية ناجحين بوجه خاص عندما نعرف القليل عن عملهم. في النظام الحزبي الألماني يكون هؤلاء مسؤولين عن توفير غالبية نيابية لرئيس الحزب. وبما أن رئيسة الحزب هي في آن واحد مستشارة ورئيسة للحكومة في نفس الوقت فهم يعملون على أن تقوم الرئيسة بعملها دون ضوضاء. هذا من الناحية النظرية.
لكن الآن لا شيء يسير دون ضوضاء لدى الحكومة الحالية، فمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي كانت مصحوبة بحيل واستقالات وخطر تنظيم انتخابات جديدة. والآن بعد عام تقريبا على الانتخابات التشريعية أضحى الأمر مسألة وقت إلى حين أن يتفكك التحالف وتُجبر ألمانيا على البحث عن حكومة جديدة.
ثورة من داخل القصر
ليس فقط لأن الأحزاب التي تشكل التحالف الحكومي تتنازع فيما بينها وتخسر ما تبقى من المصداقية لدى السكان بسبب ألاعيب السلطة الداخلية. الآن أيضا فقدت أنغيلا ميركل الغالبية داخل معسكرها الحزبي. إن التخلي عن الشخص المقرب منها لسنوات طويلة، رئيس الكتلة البرلمانية لحزبها فولكر كاودر يُعد بمثابة ثورة من داخل القصر. هذا التخلي لا يمكن أن ينتهي إلا بسيناريو واحد: انتخابات جديدة بدون أنغيلا ميركل التي تركت بصمتها بشكل ملحوظ وطوال 13 عاما على مجريات الأحداث في ألمانيا وأوروبا.
وأن يُعلن عن انتخاب السياسي المختص في الشؤون المالية غير المعروف رالف برينكهاوس في اللحظة التي يهاجم فيها دونالد ترامب مرة أخرى وبشكل حاد ألمانيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهذا يلقي الضوء بشكل غريب على وضع أكبر قوة اقتصادية أوروبية.
ويبدو أن الكثير من نواب البرلمان الألماني الحالي لم يدركوا جدية الوضع. هؤلاء تم انتخابهم من قبل المواطنات والمواطنين للعمل من أجل رفاهية البلاد، وليس من أجل التخلي عن واجباتهم في الحكم على مدى أسابيع وتمضية وقتهم في الخلافات حول الصغائر والمناصب. وهم بذلك يساهمون في تقوية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني والشعبوي.
تفكيك القوة الموثوق بها
منذ اليوم الأول ينقص هذه الحكومة مشروع سياسي مشترك وقبل كل شيء أشخاص يملكون القدرة على قيادة ألمانيا بمسؤولية في هذه الأوقات العصيبة. والشخصية الموثوق بها الوحيدة حتى هذا الثلاثاء التاريخي 25 سبتمبر/ أيلول كانت أنغيلا ميركل التي حجبت التمزق العميق الحاصل في الائتلاف الحكومي وكذلك في الصفوف الداخلية لحزبها. وبهذا ينتهي كل شيء. فنواب الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي لم يتخلوا فقط عن فولكر كاودر، بل عملوا في هذه الأوقات غير المستقرة على تفكيك المستشارة علنا. وبهذا لا يكون السؤال هل اقتربت نهاية ميركل، بل بأي سرعة سيحصل ذلك.
وهذا الأمر مثير للانتباه. ليس فقط لأن حزب البديل من أجل ألمانيا ودونالد ترامب يفرحون جدا بذلك.
دويتشه فيلله