>
Zurück / عودة الى الرئيسية
في هذا الحوار، يتحدث خالد الخطيب، منسق إعلامي داخل الدفاع المدني السوي، لـDW عربية، عن حيثيات نقل أفراد المنظمة إلى الأردن، وعن الدور الإسرائيلي في العملية، كما يرّد على اتهامات النظام السوري.
وصل المئات من أفراد الدفاع المدني السوري، المعروفين بـ"الخوذ البيضاء" إلى الأردن، قادمين من سوريا، في عملية ساهمت إسرائيل في تنسيقها. النظام السوري استغل المناسبة من أجل اتهام المنظمة بكونها أداة لإسرائيل ولقوى غربية تناوئه، بينما تمسك الدفاع المدني السوري -الذي اشتهر بعمليات إنقاذ ضحايا القصف الجوي- بالدفاع عن عملية الإجلاء باعتبارها كانت "آخر حل لإنقاذ متطوّعين محاصرين".
يجيب خالد الخطيب، منسق إعلامي داخل الدفاع المدني السوري، عن أسئلة DW عربية حول العملية.
DW: ما هي آخر تطوّرات عملية إجلاء أفراد الدفاع المدني؟
خرج 98 متطوعاً هذا اليوم مع عائلاتهم، ما يرفع العدد إلى 422 متطوعاً توجهوا للأردن، بعد مرورهم من الجولان المحتل. سبب الخروج من سوريا يعود إلى قيام قوات النظام السوري بمحاصرة ما تبقى من المتطوعين في مدينة درعا، لذلك طلبنا من حكومات صديقة للدفاع المدني أن تساعدنا، وتم التواصل معها لإخلاء ما تبقى من متطوعين لأجل حمايتهم وإنقاذ أرواحهم.
عملية الإنقاذ جرت بعد رفض القوات السورية التدخل لتمكيننا من المرور، فكانت الطريقة الوحيدة لإنجاح عملية الإنقاذ نقل المتطوعين إلى الأردن مروراً بالجولان. كما أشير إلى أن هذا الاتفاق جرى برعاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وسيتم إعادة توطين هؤلاء المتطوعين في دول غربية أخرى.
ذكر النظام السوري اتهامات خطيرة بحقكم بعد تدخل إسرائيل في عملية الإجلاء، إذ قالت الخارجية السورية إنكم مرتبطون بإسرائيل وبالغرب، بل اعتبرتكم تنظيما إرهابيا هدفه تضليل الرأي العام. ما ردكم؟
يحاول النظام عبر هذه الاتهامات التشكيك في عملنا وضرب مصداقيتنا، خاصة وأننا قمنا بتوثيق الجرائم التي قام بها رفقة حليفته روسيا. عملنا واضح، نحن نضحي بأرواحنا لإنقاذ حياة الناس، بينما قام النظام والقوات الروسية بتهجير 6 مليون سوري خارج البلاد، كما ارتكبا عدة مجازر ودمرا الكثير من المدن، وقاما بقتل 251 متطوعاً من منظمتنا.
ما مصير أفراد الدفاع المدني الذين لا يزالون في سوريا؟
ما يزال داخل سوريا أكثر من 3 آلاف متطوع يقومون بخدمة الضحايا. الدفاع المدني سيستمر في عمله، رغم أن الخوف على حياتنا سيستمر كذلك، فالقصف يستهدف مراكزنا منذ البداية. نتأسف أن عددا من متطوعينا خرجوا من سوريا لأجل إنقاذ حياتهم، لكن سنستمر في عمليات الإنقاذ ما دامت هناك حاجة إلينا.
هناك من يتهمكم بأنكم تلعبون دوراً سياسياً ولستم محايدين في عملكم؟
عملنا هو الوقوف بجانب الضحايا ومحاولة إنقاذهم وعلاجهم وفي حال مقتلهم انتشال جثتهم. لكن لا يمكن القيام بعملنا دون أن نذكر هوية من ارتكب هذه الجرائم، فأخلاقيا نحن ملزمون بذكر الحقيقة. نحن مستقلون في عملنا ولا ننتمي إلى أيّ جهة.
لكن لماذا ترّكزون فقط على جرائم النظام؟
قمنا بتوثيق جرائم ارتكبتها أطراف أخرى داخل سوريا غير النظام والقوات الروسية، ومن ذلك جرائم داعش، كما أصدرنا تقاريراً حول جماعات مسلحة داخل البلد. لكن عملنا يتركز على إنقاذ ضحايا الطيران الحربي، وأكبر من يقوم بالقصف داخل سوريا هو النظام وحليفته روسيا.
وماذا عن المساعدة الإسرائيلية التي تلقيتموها؟
تواصلنا مع حكومات غربية داعمة لعملياتنا وكذلك مع الأردن لأجل إنقاذ المتطوعين، وهذه الحكومات هي قامت بالتواصل مع إسرائيل لأجل تأمين وصولنا إلى الأردن، لأنه لا يوجد أيّ منفذ آخر للوصول إلى الأردن غير منطقة الجولان المحتل. أؤكد أنه لا علاقة لنا بإسرائيل ولم ننسق أبداً معها.
أجرى الحوار: إسماعيل عزام
علقت الصحف الألمانية على إنقاذ أعضاء الخوذ البيضاء السورية واستعداد ألمانيا لاستقبالهم. وترى صحيفة أن هذه العملية تعكس شيئا إيجابيا لأمريكا. كما لم يخل الحديث حول عملية الإنقاذ عن إسرائيل وموقفها من الحرب السورية.
رحبت تعليقات الصحف الألمانية الصادرة اليوم الإثنين (23 يوليو/ تموز 2018) باستقبال ألمانيا عناصر الخوذ البيضاء السورية، الذين قامت إسرائيل بإنقاذهم مؤخرا حيث نقلتهم إلى الأردن، الذي سيبقون فيه إلى أن يصلوا إلى ألمانيا التي أعلنت استعدادها لاستقبال عدة عائلات منهم. وكتبت صحيفة "شتراوبينغر تاغبلات" تقول: "قيام الحكومة الألمانية بالإعلان عن استعدادها لاستقبال 50 فردا من الخوذ البيضاء كان أمراً صحيحا. فأعضاء المنظمة كانوا دائما أول من يتوجه إلى الموقع بعد وقوع قصف همجي على المناطق السكنية، في حلب مثلا، من أجل إخراج الناس من تحت الأنقاض. والآن يحتاج هؤلاء المنقذون الشجعان أنفسهم إلى المساعدة، ومن البديهي توفيرها لهم لأنهم يمثلون إنسانية، تتطابق أيضا مع المثل الأوروبية، تلك المثل التي يتزايد تراجعها باستمرار هذه الأيام".
أما صحيفة "رويتلينغر غنرال أنتسايغر" فتحدثت عن دور الولايات المتحدة في عملية الانقاذ تلك وقالت: "الاستعدادات لعملية الإنقاذ هذه تم توجيهها من قبل الأمم المتحدة، والتخطيط لها بمشاركة الولايات المتحدة خصوصا وألمانيا وبريطانيا العظمى وكندا. وهذا يبعث على استنتاج مفرح، مفاده أنه رغم كل المسارات المنفردة، القائمة على جدول الأعمال اليومي للولايات المتحدة منذ وصول دونالد ترامب للسلطة، إلا أن القوة العظمى لم تفقد بعد كلية اهتمامها بالتعاون الدولي."
غير أن صحيفة "نويه أوزنابروكر" ترى أن الدعوة للسلام في سوريا واجب ترامب فكتبت تقول: "البروباغاندا أداة مهمة في هذه الحرب الدموية بالوكالة، التي وصلت إلى طريق مسدود. ولسوء الحظ، هناك حقائق مزعومة تحجب أيضا رؤية ما هو صحيح. والصحيح هو مساعدة الناس المحتاجين. ومن الصحيح أيضا فعل كل شيء لتجد سوريا طريق عودتها للسلام وأن يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم. وكان هذا (ينبغي) أن يكون واجباً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لكن بدلا من أن يقوم بالدعوة لمؤتمر للسلام، يصمت ترامب تجاه هذا الأمر".
وتنظر صحيفة "ألغماينه تسايتونغ"، التي تصدر في ماينز، إلى الموقف الإسرائيلي وتقول: "يبقى من اللافت للنظر، في هذه الأثناء، قيام إسرائيل باستقبال أعضاء الخوذ البيضاء. وهذا لافت للنظر لأن إسرائيل لم تستقبل حتى الآن لاجئين من سوريا ولا تنوي فعل ذلك أيضا. لكن لماذا هذا حقا؟ وأين الانتقادات الدولية هنا؟ ولماذا لا توجد مخيمات للاجئين في الجانب الإسرائيلي؟ ربما كانت إسرائيل مهتمة فقط بالعلاقات العامة الجيدة، مع اهتمام أقل بالإنسانية. وفي جنوب سوريا يشعر الآلاف من اللاجئين بالقلق على حياتهم. فقوات الأسد المغيرة والمتواطئون معها لن يراعوهم، كما أن المجتمع الدولي يتفرج".
وكتبت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تقول: "تتابع إسرائيل الحرب في سوريا المجاورة بقلق وليس كمتفرج سلبي. وهذه اللفتة الإنسانية تشهد على ذلك. بالإضافة إلى ذلك يقوم سلاح الجو الإسرائيلي مرارا وتكرارا بتنفيذ هجمات ضد مواقع مليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية، والحرس الثوري الإيراني في سوريا. وعلى الرغم من تكرار الإلحاح الإسرائيلي لا تسعى روسيا حتى الآن لانسحاب مقاتلي حزب الله والمقاتلين الإيرانيين من المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان. وعلى العكس من ذلك...هدد مرشد الثورة خامنئي في نهاية الأسبوع بأن بلاده ستقوم بإغلاق مضيق هرمز في حال قيام الولايات المتحدة بحظر تصدير النفط الإيراني. وبذلك فإن عملية الانقاذ المفرح لأصحاب الخوذ البيضاء السوريين، ليست سوى نقطة مضيئة في بانوراما قاتمة للشرق الأوسط، (المشتعل) بالحروب والصراعات".
دويتشه فيلله